حضرت فاطمه زهرا عليها‌السلام نے فرمایا: مجھے اس دنیا میں تین چیزیں بہت پیاری ہیں: 1۔قرآن مجید کی تلاوت کرنا۔ 2۔چہرہ رسول ؐ کی زیارت کرنا۔ 3۔راہِ خدا میں خرچ کرنا۔ شرح نہج البلاغہ ابن عبیدہ ج1

الھدایہ فی النحو

المقدمة

`

بسم اللّه الرحمن الرحيم‏ الحمد للّه ربّ العالمين، و العاقبة للمتّقين، و الصلاة و السّلام على خير خلقه سيّدنا محمّد و آله أجمعين.

أمّا بعد: فهذا مختصر مضبوط في علم النحو جمعت فيه مهمّات النحو على ترتيب الكافية، مبوّبا و مفصّلا بعبارة واضحة مع إيراد الأمثلة في جميع مسائلها من غير تعرّض للأدلّة و العلل، لئلّا يشوّش ذهن المبتدئ عن فهم المسائل. و سمّيته بالهداية رجاء إلى أن يهدي اللّه تعالى به الطالبين، و رتّبته على مقدّمة و ثلاث مقالات و خاتمة بتوفيق الملك العزيز العلّام.

أمّا المقدّمة: ففي المبادئ التي يجب تقديمها، لتوقّف المسائل عليها ففيها ثلاثة فصول.

[المقدمة]

الفصل الأوّل: النحو

علم باصول تعرف بها أحوال أواخر الكلم الثلاث من حيث الإعراب و البناء، و كيفيّة تركيب بعضها مع بعض. و الغرض منه صيانة اللسان عن الخطأ اللفظي في كلام العرب. و موضوعه الكلمة و الكلام.

جامع المقدمات (جامعه مدرسين)، ص: 372 الفصل الثاني: الكلمة

لفظ وضع لمعنى مفرد و هي منحصرة في ثلاثة أقسام: اسم، و فعل، و حرف، لأنّها إمّا أن لا تدلّ على معنى في نفسها و هو الحرف، أو تدلّ على معنى في نفسها و اقترن معناها بأحد الأزمنة الثلاثة و هو الفعل، أو على معنى في نفسها و لم يقترن معناها بأحد الأزمنة و هو الاسم.

ثم حدّ الاسم: إنّه كلمة تدلّ على معنى في نفسه غير مقترنة بأحد الأزمنة الثلاثة، أعني الماضي و الحال و الاستقبال، ك: رجل، و علم.

و علامته أن يصحّ الإخبار عنه و به ك: زيد قائم، و الإضافة ك: غلام زيد، و دخول لام التعريف ك: الرّجل، و الجرّ و التنوين و التثنية و الجمع و النعت و التصغير و النداء. فإنّ كلّ هذه من خواصّ الاسم. و معنى الإخبار عنه أن يكون محكوما عليه، فاعلا أو مفعولا، أو مبتدأ. و يسمّى اسما لسموّه على قسيميه، لا لكونه وسما على المعنى.

و حدّ الفعل: إنّه كلمة تدلّ على معنى في نفسه، و مقترنة بأحد الأزمنة الثلاثة ك: ضرب، يضرب، اضرب. و علامته أن يصحّ الإخبار به لا عنه، و دخول: «قد» و «السين» و «سوف»، و «الجزم» نحو: قد ضرب و سيضرب، و سوف يضرب، و لم يضرب، و التّصريف إلى الماضي و المضارع، و كونه أمرا و نهيا، و اتصال الضمائر البارزة المرفوعة نحو:

ضربت، و تاء التأنيث الساكنة نحو: ضربت، و نون التّأكيد نحو:

اضربنّ. فإنّ كلّ هذا من خواص الفعل. و معنى الإخبار به أن يكون محكوما به كالخبر. و يسمّى فعلا باسم أصله و هو المصدر، لأنّ المصدر هو فعل للفاعل حقيقة. و حدّ الحرف: إنّه كلمة لا تدلّ على معنى في نفسها بل في غيرها نحو:

جامع المقدمات (جامعه مدرسين)، ص: 373 من، فإنّ معناه الابتداء و هي لا تدلّ عليه إلّا بعد ذكر ما يفهم منه الابتداء كالبصرة و الكوفة كما تقول: سرت من البصرة إلى الكوفة.

و علامته أن لا يصحّ الإخبار عنه و لا به، و أن لا يقبل علامات الأسماء و لا علامات الأفعال. و للحرف في كلام العرب فوائد كثيرة، كالرّبط بين الاسمين نحو:

زيد في الدار، أو فعلين نحو: زيد إن تضرب أضرب، أو اسم و فعل كضربت بالخشبة، أو جملتين نحو: إن جاءني زيد فاكرمه، و غير ذلك من الفوائد التي سيأتي تعريفها في القسم الثالث إن شاء اللّه تعالى. و يسمّى حرفا لوقوعه في الكلام حرفا، أي طرفا، لأنّه ليس بمقصود بالذات مثل المسند و المسند إليه. الفصل الثالث: الكلام‏

لفظ تضمّن الكلمتين بالإسناد. و الإسناد نسبة إحدى الكلمتين إلى الأخرى بحيث تفيد المخاطب فائدة تامة يصحّ السكوت عليها نحو: قام زيد.

فعلم أنّ الكلام لا يحصل إلّا من اسمين نحو: زيد قائم، و يسمّى جملة اسميّة، أو فعل و اسم نحو: قام زيد، و يسمّى جملة فعليّة. إذ لا يوجد المسند و المسند إليه معا في غيرهما، فلا بدّ للكلام منهما.

فإن قيل: هذا ينتقض بالنداء نحو: يا زيد، قلنا حرف النداء قائم مقام أدعو و أطلب، و هو الفعل، فلا ينتقض بالنداء. فإذا فرغنا من المقدّمة فلنشرع في الأقسام الثلاثة و اللّه الموفّق المعين. `